المزيد

مصر تستعد للمسمار الأخير في نعش أردوغان في مغامرته في سرت الليبية

حفتر يلتقي مدير المخابرات الحربية المصرية بمقر قيادة الجيش

التقى قائد الجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر، مدير المخابرات الحربية المصرية اللواء خالد مجاور في مقر القيادة العامة للجيش الليبي.
ووفقا للمكتب الإعلامي للجيش الليبي فإن حفتر تلقى خلال اللقاء رسالة هامة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عبر مدير إدارة المخابرات الحربية.
وكان مصدر مصري مسؤول أعلن، الثلاثاء، أن ما تردد عن وجود اتفاق قطري تركي لتحويل ميناء مصراتة الليبي لميناء لأنقرة يعد تجاوزا وتهديدا للمنطقة بأكملها.
وقال لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، اليوم الثلاثاء، إنه يبدي استغرابه لما يتردد عن تحويل مدينة مصراتة الليبية إلى قاعدة عسكرية تركية عقب زيارة وزيري الدفاع التركي والقطري إلى طرابلس، وما تم تداوله بوسائل الإعلام عن مشروعات لتحويل مدينة مصراتة ذات الدور المهم في ليبيا إلى قاعدة عسكرية تركية، مشيرا إلى أن أي قرار في هذا الصدد يعد خروجا عن المنطق الذي بني عليه اتفاق “الصخيرات” والولاية المنبثقة عنه وعلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
يأتي ذلك فيما أفادت مصادر لقناة “العربية” أن تركيا وقطر وحكومة الوفاق اتفقوا على منح جوازات سفر ليبية للمرتزقة الذين جلبتهم تركيا وقطر لإسناد حكومة الوفاق في طرابلس.
الاجتماع التركي القطري مع حكومة الوفاق، قرر أيضا دمج هؤلاء المرتزقة ضمن قوات حكومة الوفاق بإشراف تركي.
هؤلاء المرتزقة السوريون والصوماليون والتونسيون، ستسند لهم، مهام من بينها تأمين وحماية مقرات حكومية تابعة للوفاق أمام سطوة الميليشيات في العاصمة طرابلس.
*** صفقة وملايين من الإخوان..
—————————————–
كيف تحشد تركيا لمعركة سرت؟
—————————————

فتحت الزيارة التي قام بها مدير المخابرات الحربية المصرية اللواء خالد مجاور إلى ليبيا قبل أيام والتقى خلالها قائد الجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر، بابا للعديد من التساؤلات.

لا سيما وأنها أتت بعد ساعات من زيارة لوزيري دفاع تركيا وقطر إلى طرابلس استهدفت التخطيط للهجوم على مدينة سرت.
وكان الناطق باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، أحمد المسماري، أكد سابقا أن تركيا تحشد بأموال قطرية من أجل خوض معركة سرت، مؤكداً أن تلك المدينة الاستراتيجية هي الملف الذي يتم التنسيق فيه حاليا مع القيادة في مصر.
في حين ذكرت مصادر ليبية أن الاجتماع التركي القطري قرر دمج المرتزقة ضمن قوات حكومة الوفاق بإشراف تركي، على أن تسند إليهم مهام من بينها تأمين وحماية مقرات حكومية تابعة للوفاق في العاصمة طرابلس.
ووفقا لمعلومات متداولة عبر وكالات الأنباء ومواقع إلكترونية فإن تركيا حصلت قبل أيام على تبرعات كبيرة من جماعة الإخوان في أوروبا، كما حصلت على ألغام بحرية شديدة التأثير، من أجل تعزيز قدراتها خلال العمليات في ليبيا وخوض معركة سرت.
ملايين من إخوان أوروبا
——————————
وفي السياق، قال الباحث المصري في ملف الإرهاب الدولي أحمد عطا إن تركيا أطلقت “محفظة مالية” لجمع الأموال من إخوان أوروبا بهدف دعم تحركاتها في ليبيا، وصلت قيمتها إلى 1,7 مليار دولار وكان لمحمد حكمت وليد مراقب الجماعة في سوريا دور كبير وبارز فيها.
كما أضاف أن أنقرة تعاقدت على صفقة أسلحة من شرق أوروبا منها ألغام بحرية شديدة التأثير والانفجار وألغام أرضية وصواريخ محمولة ومتحركة مضادة للطائرات.
إلى ذلك شدد على أن تركيا تسعى لاقتحام مدينة سرت من أجل الوصول إلى الموانئ النفطية في المنطقة الشرقية واخراج الجيش الليبي منها، كما تخطط لتحويل مدينة مصراتة إلى قاعدة عسكرية تستخدم لانطلاق العمليات نحو محور سرت الجفرة وهو ما تستعد له بحشد مالي عن طريق قطر وجماعة الإخوان، وتدريب المرتزقة والميليشيات التي تدفع بهم من سوريا والدول الإفريقية المجاورة لليبيا وعلى رأسها مالي.
يذكر أن مصادر أفادت في وقت سابق للعربية بأن رئيس المخابرات المصرية سلم قائد الجيش الليبي رسالة من الرئيس المصري أكدت رفض القاهرة أن تكون سرت والجفرة منطقتين معزولتين من السلاح ومن الجيش.
كما تضمنت الرسالة فتح خط اتصال مباشر خلال الأيام المقبلة بين القاهرة والجيش أجل التنسيق بشكل كامل بين الطرفين.
موقع استراتيجي
———————-
ومنذ أشهر اشترطت حكومة “الوفاق” وأنقرة السيطرة على مدينة سرت الاستراتيجية والجفرة من أجل وقف إطلاق النار بين طرابلس والجيش الليبي، والذي دعت إليه عدة أطراف دولية، فضلاً عن الأمم المتحدة.

ويتمسك الطرفان المتصارعان بالمدينة، التي تتمتع بموقع استراتيجي يربط شرق البلاد وغربها.
وكان الجيش الليبي نفذ عمليات استطلاع بحري قبالة سواحل المدينة، التي وصفتها مصر بخطها الأحمر، ملوحة بالتدخل في حال نفذت قوات الوفاق المدعومة من أنقرة تهديداتها باقتحامها.

وتقع مدينة سرت الساحلية، مسقط رأس العقيد الراحل معمر القذافي ولاحقاً معقل تنظيم “داعش” لفترة مؤقتة قبل تحريرها، على بعد 300 كلم من الساحل الأوروبي وفي منتصف الطريق بين العاصمة طرابلس في الغرب وبنغازي المدينة الرئيسية في إقليم برقة في الشرق.
وسيطر الجيش عليها في كانون الثاني/يناير 2020، وتمكن من دخولها من دون معركة تقريباً.
*** عين مصر على سرت.. وتركيا
———————————
تستفيد من تجربة سوريا
——————————-
لا تشيح مصر بنظرها عما يجري في حديقتها الخلفية، أو ما وصفتها بخطوطها الحمراء، فعينها ساهرة على التطورات المحيطة بمدينة سرت الليبية، وسط تقارير تؤكد حشد قوات الوفاق المدعومة من أنقرة عسكرياً من أجل التقدم نحو المدينة الساحلية.
وهذا ما أوضحه وزير الخارجية المصري، سامح شكري، مساء الأحد، مؤكداً أن “الأوضاع في ليبيا وتطوراتها والتدخلات الخارجية والسعي من قبل الميليشيات المتطرفة وجلب المقاتلين الأجانب المتطرفين إلى هذه الساحة يشكل تهديداً جسيما للأمن القومي المصري والأمن القومي العربي”.
ففي حين “تسعى مصر إلى الدفع نحو الحل السياسي وإيجاد توافق ليبي ليبي يؤدي إلى الحفاظ على وحدة واستقرار وأمن وسلامة الأراضي الليبية، بعيدا عن تدخلات الميليشيات المتطرفة والأطراف الخارجية”، تستمر تركيا في الدفع نحو التصعيد العسكري.
صواريخ جربت في سوريا
———————————
فقد أرسلت تركيا صواريخ “سكاريا تي 22” من طراز “تشنار” محلية الصنع، سبق أن جربتها في سوريا، لدعم ميليشيات الوفاق، بحسب ما نقلت وسائل إعلام عن مصادر عسكرية تركية، في إطار الاستعدادات للهجوم على سرت وقاعدة الجفرة.
وأكدت صحيفة “ميلليت” أن القوات المسلحة التركية تواصل الدعم اللوجيستي وإرسال المعدات العسكرية إلى حكومة الوفاق، حيث تم إرسال طائرتي شحن عسكريتين من طراز “لوكهيد سي 130 إي” و”أيه 400 إم” إلى قاعدتي الوطية ومصراتة في غرب ليبيا.
كما أوضحت أن الصواريخ التي وصلت إلى ليبيا ووُضعت بالقرب من سرت، يصل مداها إلى 40 كيلومتراً، وسبق استخدام الطراز نفسه بشكل فعال في العمليات العسكرية التي نفذها الجيش التركي في سوريا.
جلسة سرية لبرلمان مصر
——————————–
في المقابل، أكدت مصر أنها ستواصل مراقبة الأوضاع بكل جدية وتتخذ الإجراءات الحاسمة ما يؤمنها ويؤمن الأمن القومي العربي”.
وقال وكيل مجلس النواب المصري، السيد الشريف، في مقابلة تلفزيونية مساء أمس إن “جلسة سرية سيعقدها البرلمان اليوم لاتخاذ قرار بشأن منح تفويض للرئيس عبدالفتاح السيسي بإرسال قوات مصرية إلى ليبيا.
وحول التصويت على قرار التفويض، قال وكيل مجلس النواب المصري: “في هذه المواقف لا يوجد أغلبية أو معارضة، كلنا صوت واحد لدعم دولتنا المصرية في مواجهة هذه المخاطر”.
وكان البرلمان المصري أجّل مناقشة منح تفويض تدخل القاهرة في ليبيا، أمس الأحد، إلى جلسة مقررة اليوم.
يأتي هذا في وقت تشهد ليبيا التي تملك أكبر احتياطي نفط في إفريقيا نزاعاً متواصلا منذ سنوات، ارتفعت حدته خلال الأشهر الماضية مع بروز التدخل التركي بقوة منذ نوفمبر الماضي بعيد توقيع اتفاقية عسكرية مع حكومة الوفاق في طرابلس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى