المزيد

الغرب الليبي ينتفض ضد خونة الأوطان وتجار الدين

تقرير من إعداد:

——————–
محمد عبدالمولي
———————

***غضب طرابلس يحاصر السراج..
——————————————–
ورصاص الوفاق بوجه المحتجين
—————————————–

اشتعل ميدان الشهداء وسط العاصمة الليبية طرابلس لليلة الثالثة على التوالي ليل الثلاثاء الأربعاء. ونزل المحتجون إلى الشوارع هاتفين ضد حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، وضد الإخوان، والمجلس الرئاسي.

كما توجهوا إلى منزل السراج بمنطقة النوفليين في طرابلس

في حين ردت بعض الفصائل الموالية للوفاق بالرصاص، من أجل تفريق المتظاهرين، ووثقت بعض اللقطات إصابة أحد الشبان المشاركين في الاحتجاج.

وفي السياق أفادت معلومات العربية بأن الحرس الشخصي للسراج أخرجوه من الباب الخلفي للبيت قبل وصول المحتجين بدقائق . وأضافت المصادر أن رئيس المجلس الرئاسي للوفاق توجه إلى قاعدة امعيتيقة للمكوث هناك.

يأتي هذا بعد أن أطلق المحتجون دعوة مساء أمس الثلاثاء من أجل الاحتشاد من كافة المناطق في تظاهرة كبرى، للتنديد بتدهور الأحوال المعيشية والاقتصادية في العاصمة الليبية.

“فساد مستشر”
——————-
يذكر أنه منذ الأحد تظاهر مئات الليبيين، ولا سيّما من الشبّان، في العاصمة احتجاجا على الظروف المعيشية والفساد المستشري بين مفاصل حكومة الوفاق، والذي نخر بلدهم الغارق منذ سنوات في الحرب والفوضى.

وأمس خرجت تظاهرات جديدة على الرّغم من الوعد الذي أطلقه السراج في خطاب متلفز مساء الاثنين بمحاربة الفساد وإجراء تعديل وزاري عاجل.

وتصدّر اجتثاث الفساد مطالب المتظاهرين الذي يرون في هذه الآفة سبباً رئيسياً في تفاقم أوضاعهم المعيشية. ورفعت خلال التظاهرة الأعلام الليبية ولافتات كتب على إحداها “محاسبة الفاسدين”، كما ارتفعت شعارات منددة بالتدخل التركي وضخ المرتزقة السوريين، بالإضافة إلى الإخوان.

السراج وغضب الشارع
—————————-
وكان السراج حاول في خطاب متلفز مساء الاثنين تهدئة خواطر المحتجين بتأكيده على “الحقّ المشروع” لجميع الليبيين في التعبير عن آرائهم، معترفاً بـ”نصيبه من المسؤولية” عن تدهور الوضع ومذكّراً في الوقت نفسه بأنّ الأزمة “مستمرة منذ سنوات”.

كما وعد بإجراء تعديل وزاري عاجل يطال خصوصاً الوزارات الخدمية، متعهدا أن يتم “اختيار الوزراء الجدد على أساس الكفاءة والقدرات وطهارة اليد”، مؤكدا بأنه قد يتم اللجوء إلى اتخاذ إجراءات استثنائية لتنفيذ التعديلات الحكومية لتجاوز مشكلة المحاصصة، في محاولة منه لتهدئة غضب الشارع، دون أن يفلح.

*** يوم ثالث من التظاهر بطرابلس..
———————————————-
والمحتجون إلى ميدان الجزائر
—————————————

من ميدان الشهداء وسط طرابلس يوم 24 أغسطس
لليوم الثالث على التوالي، تستمر التظاهرات ضد حكومة الوفاق الليبية المنددة بالأوضاع المعيشية في العاصمة طرابلس، وغياب الخدمات الأساسية من الماء والكهرباء وغيرهما.

وأفادت وسائل إعلام محلية، مساء الثلاثاء، بأن المتظاهرين انتقلوا من “ميدان الشهداء” إلى “ميدان الجزائر”، وأن أنصار فايز السراج أجبروا آلاف المحتجين على مغادرة “ميدان الشهداء”.

كما ذكرت أن المتظاهرين يتوجهون إلى مقر رئاسة حكومة الوفاق، غير أن قادة من الشرطة في شارع الاستقلال طالبوهم بعدم التوجه إلى المقر واستجاب المحتجون بالبقاء في “ميدان الجزائر”.

وفي حين يتمسك المحتجون بمطلب رحيل حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج ومحاربة الفساد بالبلاد، لم تجد الفصائل الموالية للوفاق على ما يبدو غير التلويح بشارع مقابل.

ورغم وعود السراج بإجراء تعديلات وزارية وصفها بـ”الهامة” واتهامه لـ”مندسين” بتخريب مطالب المظاهرات، يصر منظمو الحراك على الاستمرار في التظاهر حتى تحقيق مطالبهم، داعين جميع المدن الليبية للانضمام إليهم من أجل توحيد الصوت ضد ما يحصل في البلاد.

من جهته، يحاول السراج امتصاص غضب الشارع، عبر تأكيده على تنفيذ خطوات فعلية في مجال مكافحة الفساد، ولعل هذا ما دفع مكتبه الإعلامي اليوم الثلاثاء للإعلان عن لقائه رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد نعمان الشيخ، من أجل بحث الخطوات التي اتخذت بشأن وضع استراتيجية وطنية لمكافحة الفساد، وتشديده مجدداً على ضرورة فتح جميع ملفات الفساد المتعلقة بإهدار المال العام.

مطالبات بالإفراج عن المعتقلين
————————————–
لكن كل تلك المحاولات لم تنجح بتخفيف حراك الشارع، حيث أمهل بيان منسوب لحراك 23 أغسطس يحمل الرقم 1، “المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق ومجلس الدولة 24 ساعة لإعلان استقالتهم احتراماً لإرادة الشعب”.

كما أعلن عن سعيه لتنفيذ عصيان مدني في كامل شوارع العاصمة وإقفال الأحياء في حال رفضت مطالب المحتجين.

إلى ذلك، طالب بالإفراج الفوري عن الشباب المعتقلين لدى داخلية الوفاق. وأوضح أن “المواطنين في طرابلس بدون كهرباء وماء وسيولة والمرتزقة يتقاضون مرتباتهم بالدولار”.

وأكد رفض وصف المتظاهرين “بالمندسين والمعتدين والمخربين من قبل رئيس المجلس الرئاسي”.

خلط أوراق
————–
في المقابل، طلبت عملية “بركان الغضب” التابعة للوفاق من منتسبيها الخروج في ميدان الشهداء، الثلاثاء، للمطالبة بخروج المرتزقة الروس، بحسب وصفهم، من الموانئ النفطية.

يشار إلى أن عملية بركان الغضب هي عملية عسكرية أطلقتها تشكيلات الوفاق لصد هجوم الجيش الوطني الليبي.

وتهدف هذه الخطوة لخلط الأوراق وتخريب المظاهرات.

اختفاء ناشطين
——————-
يذكر أنه في وقت سابق الثلاثاء، أفادت عائلات ليبية باختفاء أبنائها خلال مسيرات الأحد والاثنين. فقد أعلنت عائلة الشاب عمر قدمور، اليوم الثلاثاء، أنها فقدت الاتصال به، بعد مشاركته في مظاهرات الاثنين ضد الوفاق.

وطالب شقيق عمر الأجهزة الأمنية التابعة للوفاق بالكشف عن مصير شقيقه، موضحاً أن آخر اتصال معه كان إثر مغادرته برفقة 2 من المتظاهرين الاحتجاجات للعودة إلى المنزل، لكنه لم يصل قط.

أتى ذلك، بعد أن أعلنت مصادر مقربة من عائلة الناشط المدني الليبي مهند الكوافي، في وقت سابق أيضاً أنها فقدت الاتصال به من ليل الأحد، وأن آخر مكان شوهد فيه هو داخل المظاهرات في طرابلس قبل أن يتم إطلاق النار على المحتجين.

يشار إلى أن التظاهرات كانت انطلقت، الأحد، إثر دعوات على مواقع التواصل للاحتجاج على تردي الخدمات في طرابلس، وتطورت لاحقاً، لتتحول إلى المطالبة برحيل رئيس حكومة الوفاق فايز السراج.

*** السيدة التي شغلت طرابلس تتحدى: لست خائفة
——————————————

بعد أن تصدرت صرختها مواقع التواصل في ليبيا خلال اليومين الماضيين، خلال مشاركتها في التظاهرات الغاضبة التي اجتاحت طرابلس ضد حكومة الوفاق، واحتجاجا على الأوضاع المتردية في البلاد الغارقة في الفوضى منذ العام 2011، أطلت السيدة الخمسينية في فيديو جديد، مساء أمس، بعد أن طالتها حملات تخوين وشتائم من قبل أنصار الوفاق.

وأكدت في المقطع المصور أن صرختها أتت من قهر الليبيين الذين يعانون انقطاع الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وسيولة، في حين تذهب أموال الحكومة إلى الأتراك والمرتزقة السوريين والروس على السواء، بحسب قولها.

كما أكدت أنها لا تهاب التهديدات، لا سيما وأنها انتقدت السلطات بدافع القهر، قائلة “عمري 56 وأعاني أمراضا شتى”، في حين تعيش كما مجمل سكان العاصمة أوضاعا مزرية.

إلى ذلك، أوضحت أن صرختها أتت تنديدا بتدهور الوضع المعيشي في البلاد.

وكانت السيدة الخمسينية قالت في فيديو سابق انتشر بشكل واسع بين الليبيين إن “أموال الليبيين يأخذها الأتراك والمرتزقة السوريون، داعية الشعب إلى مواصلة التظاهر في ميدان الشهداء إلى أن تتغير الأوضاع.”

يذكر أن وسط العاصمة الليبية طرابلس اشتعل بالتظاهرات لليلة الثالثة على التوالي ليل الثلاثاء الأربعاء، بعد أن نزل المحتجون إلى الشوارع هاتفين ضد حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، وضد الإخوان، والمجلس الرئاسي.

*** تاريخ قاتم لاتفاقيات تبخرت..
——————————————
أينجح إعلان ليبيا الجديد؟
———————————

على الرغم من الترحيب الدولي والعربي الواسع الذي لقيه الإعلان المتبادل على وقف إطلاق النار في ليبيا، أمس الجمعة، إلا أن العديد من النقاط لا تزال غامضة بشأن ملفات جمة تضمنها من سرت إلى المرتزقة والميليشيات، وصولاً إلى النفط وغيره من النقاط الشائكة.

فالمشهد الليبي معقد مع تداخل أطراف خارجية، وانتشار المرتزقة الذين تقلهم تركيا من سوريا إلى الأراضي الليبية، ولعل هذا ما دفع بعض النواب في البرلمان الليبي إلى التأكيد على أن الواقع على الأرض معقد.

ولعل تاريخ الاتفاقيات أو المبادرات التي أطلقت في السنوات الماضية، ولم تصمد بين الأطراف المتنازعة، يزيد الوضع تعقيدا.

بقيت حبراً على ورق
————————–
فمنذ اتفاق الصخيرات في المغرب المبرم عام 2015 برعاية الأمم المتحدة، أُعلن عن مبادرات عدة لإخراج ليبيا من الأزمة إلا أنها بقيت في الواقع حبراً على ورق.

منها اتفاق الصخيرات الذي وقع في 17 كانون الأول/ديسمبر 2015، بعد مفاوضات استمرت أشهراً، بين ممثلين للمجتمع المدني ونواب ليبيين في المغرب، برعاية الأمم المتحدة، والذي نص على تشكيل حكومة وفاق وطني مقرها طرابلس.

لكن البرلمان المنتخب عام 2014 والمؤتمر الوطني – وهو مجلس انتقالي انتُخب في آب/أغسطس 2012، أبديا تحفظات عن الاتفاق.

قمتان في فرنسا
———————
كذلك، في تموز/يوليو 2017، تعهّد الأفرقاء الليبيون أثناء اجتماع في سيل سان كلو في المنطقة الباريسية، بالعمل لإخراج البلاد من الفوضى ودعوا إلى وقف إطلاق نار وتنظيم انتخابات، لكن شيئاً لم يحصل.

وفي 29 أيار/مايو 2018، اتفق كل من رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، وقائد الجيش خليفة حفتر وكذلك رئيس البرلمان عقيلة صالح، ورئيس مجلس الدولة خالد المشري الذين اجتمعوا في باريس، على العمل سوياً من أجل تنظيم انتخابات عامة، وفق إعلان تمت تلاوته بعد المؤتمر.

لكن هذين الإعلانين بقيا من دون تنفيذ.
—————————————–

باليرمو
———
في تشرين الثاني/نوفمبر 2018، نّظمت إيطاليا القوة الاستعمارية السابقة لليبيا، مؤتمراً دولياً في باليرمو لمحاولة تحقيق تقارب جديد بين الأفرقاء، لكن المؤتمر فشل بسبب الانقسامات المستمرة بين الليبيين والتدخلات الأجنبية، لا سيما التركية.

أبوظبي
———-
وفي 28 شباط/فبراير 2019، أعلنت الأمم المتحدة عن اتفاق جديد أُبرم في أبوظبي أثناء لقاء بين السراج وحفتر بشأن إجراء انتخابات في ليبيا، لكن من دون تحديد جدول زمني ولم يتمّ تنفيذه.

في العشرين من آذار/مارس 2019، أعلنت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا “مؤتمراً وطنياً” في منتصف نيسان/أبريل في غدامس (وسط) على أن يتمّ خلاله وضع “خارطة طريق” لإخراج البلاد من الأزمة، لكن التطورات على الأرض جرت بعكس رياح التوافق.

وأتت التدخلات التركية المتزايدة مؤخراً ونقل المرتزقة، لتؤجج الصراع وتعمق الشرخ.

إذا لا يشي تاريخ مبادرات الحل في ليبيا الغارقة منذ سنوات بالصراع، بحلول لملفات شائكة، فهل يجري إعلان الـ 21 من أغسطس عكس الرياح السابقة؟

وهل يُطبّق الإعلانان اللذان صدرا عن السراج وعقيلة صالح أم سيبقيان كالاتفاقيات السابقة حبراً على ورق؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى