طبول الحرب.. تقرع بالخليح

طبول الحرب ..
تقرع من جديد بالخليج العربي
إعداد
محمد عبد المولى
****************************
*
*** نيويورك تايمز: الغضب العراقي
——————————————–
يحرق قنصلية إيران بالنجف
———————————–
وصفت صحيفة “نيويورك تايمز New York Times” الأميركية، الأربعاء، إحراق المحتجين العراقيين للقنصلية الإيرانية في النجف بأنها “ليلة غضب عراقية في وجه النفوذ الإيراني في العراق”، وقالت إن إحراق القنصلية في النجف لها رمزية كبيرة بالنسبة للنظام الإيراني الذي يتدخل في العراق، متوقعة استغلال طهران للهجوم وتحريك ميليشياتها ضد المحتجين.
وقال شهود عيان إن المحتجين العراقيين في مدينة النجف الجنوبية أحرقوا القنصلية الإيرانية هناك، مساء الأربعاء، في موجة غضب عارمة ضد إيران. وأظهر مقطع فيديو حشودًا كبيرة خارج القنصلية وهم يهتفون “إيران برا برا!” ولوحوا بالأعلام العراقية أثناء إحراق المبنى.
وأصيب العشرات من المحتجين وقوات الأمن العراقية خلال الأحداث، بحسب الشرطة في النجف، فيما لم ترد أي تقارير عن خسائر إيرانية.
لكن الهجوم وجه ضربة رمزية كبيرة ضد إيران، والتي تضع أهمية كبيرة على مواقعها في معقل الشيعة في جنوب العراق. حيث تضم النجف مزارات شيعية مهمة، ويثبت وجود إيران في المدينة علاقاتها بهذا الموقع القديم.
ونقلت الصحيفة عن الشيخ فاضل البديري، وهو رجل دين ذو شأن كبير في النجف، قوله إن الهجوم على القنصلية “يرسل رسالة واضحة مفادها أن شريحة من المجتمع العراقي ترفض الوجود السياسي الإيراني في البلاد وتحملها المسؤولية عن جلب هذه الحكومة”.
وأشارت الصحيفة أَن معظم المتظاهرين في النجف هم من الشيعة تقريباً، وقد شجعت السلطات الدينية هناك الاحتجاجات، رغم أنهم أصروا على ضرورة التزامها بالسلمية.
كما المرجع الديني بالعراق علي السيستاني ضغوطاً مكثفة لحل المواجهة بين المحتجين والحكومة.
وقد حث الحكومة على ضبط النفس ونصح المتظاهرين بالامتناع عن العنف، إلا أنه استخدم لغة قوية بشكل متزايد يحث الحكومة من خلالها على إجراء تغييرات بعيدة المدى في قانونها الانتخابي لقمع الفساد وتلبية مطالب “المتظاهرين السلميين”.
وبحسب الصحيفة، توقع العديد من المحللين أن تضغط إيران على الحكومة العراقية لكي ترد على هجوم النجف.
عباس كاظم، مدير المبادرة العراقية في المجلس الأطلسي، قال: “بالنسبة للإيرانيين ما حدث في النجف شيء رمزي للغاية لقد شاهدوا القنصلية الإيرانية تحترق في النجف وسوف ينتقمون إما من خلال الحكومة العراقية أو من خلال أدواتهم داخل المجتمع العراقي”.
وتقول الصحيفة إنه بالإضافة إلى وجود حلفاء إيران في الحكومة العراقية، فإن لإيران علاقات مع العديد من الميليشيات، أبرزها ميليشيا “الحشد الشعبي”، التي تم دمجها مؤخراً في قوات الأمن العراقية، لكن هناك مخاوف من أن تستغلها إيران في هذه الأحداث.
وفي غضون ساعات من الهجوم على القنصلية، بدا وكأن إيران تستعد للرد عبر هذه الميليشيات، حيث قال زعيم تلك الميليشيات، أبو مهدي المهندس، إن الهجوم على القنصلية بمثابة اعتداء على السيستاني. وقال: “سنقطع اليد التي تحاول الاقتراب من مرجعية السيد السيستاني”.
ويبدو أن البيان يقدم مبررًا لهجمات الميليشيات المستقبلية على المتظاهرين عبر الرد على ذلك باعتباره دفاعاً عن السيستاني، وفقا للصحيفة.
وفي تقرير حي من النجف، ذكر التلفزيون الحكومي الإيراني، ليلة الأربعاء، أن القنصلية قد أحرقت بالكامل، وأشار إلى المتظاهرين العراقيين بأنهم “مثيري الشغب ووصفتهم بكلام بذيء جدا”.
وقال المراسل الإيراني: “القوات العراقية شاهدت ما حدث للتو ولم تفعل شيئا.. لقد دخل المحتجون القنصلية في النجف وأحرقوها بالكامل”.
وتشير الصحيفة إلى أَن إيران أيضا واجهت احتجاجاتها الخاصة على زيادة أسعار البنزين في الأسابيع الأخيرة، ولم تتردد في سحق تلك المظاهرات، وقتلت واعتقلت مئات الأشخاص.
ولإيران علاقات عميقة بالنجف، والملايين من الزوار الإيرانيين يأتون إلى مزاراتها الشيعية، وقد استثمرت إيران بكثافة في مشاريع ترميم وتجديد المواقع الدينية هناك.
من جهاتها علقت رندة سليم، أحد خبراء “معهد الشرق الأوسط”، على الهجوم قائلة: “إن الهجوم كان أحد أعراض إحباط المحتجين من الحكومة العراقية، والتي فشلت في إجراء التغييرات المطلوبة. كما يرى المحتجون نفوذ إيران كجزء من المشكلة”.
وقالت: “ما نراه في الشارع هو تمرد ضد الوضع الراهن – وحامي الوضع الراهن هو طهران”.
*** فيديوهات مسربة تنفي رواية
——————————————
إيران وتؤكد قتل الأمن المحتجين
——————————————
أظهرت صور وفيديوهات انتشرت مؤخراً أن قوات الأمن الإيرانية النظامية هي من قام بإطلاق الرصاص الحي على المحتجين السلميين، خلافاً لما تدعيه طهران من أن “جهات مسلحة بين المحتجين”، هي من أطلق النار على المحتجين.
وأظهر فيديو سقوط أحد المحتجين على الأرض، نتيجة تعرضه لقنص من الجهة التي تتمركز فيها القوات الأمنية الإيرانية.
كما تُبين عدة صور وفيديوهات إطلاق النار على المحتجين الإيرانيين من قبل الشرطة والحرس الثوري، إلا أن النظام الإيراني يصرّ على إنكار هذا الأمر.
وبعد أسبوع واحد من انتشار هذه المشاهد الصادمة والمروعة بشكل واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، يحاول مسؤولو النظام الإيراني، وعلى رأسهم قيادات الحرس الثوري، إنكار دورهم في قتل المحتجين السلميين، كما يحاولون إلقاء اللوم على المتظاهرين في مقتل رفاقهم بالرصاص الحي.
ونقلت وسائل الإعلام الحكومية في إيران الأحد الماضي تصريحات علي فداوي، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، الذي ادعى أن بعض المحتجين كانوا مسلحين وكانوا يقتلون المتظاهرين الآخرين.
هذه الادعاءات واجهها النشطاء الإيرانيون على مواقع التواصل بالسخرية والاستغراب، كما وصفها البعض بـ”تصريحات وقحة وغير مسؤولة”، معتبرين أن قائد الحرس الثوري يستخف بعقول الإيرانيين.
يذكر أنه تم تسجيل مقاطع كثيرة من الاحتجاجات الأخيرة في إيران تظهر بوضوح تنفيذ طهران لسياسة “القبضة الحديدية” تجاه المحتجين العزل، وذلك خوفاً من تفشي ظاهرة الاحتجاج الشعبي مما يهدد النظام الإيراني.
ورغم انقطاع الإنترنت والتعتيم والرقابة الشديدة التي تفرضها طهران على وسائل الإعلام الإيرانية لمنع تغطية الاحتجاجات بشكل نزيه، إلا أن كماً هائلاً من الفيديوهات عن قمع المتظاهرين انتشر على مواقع التواصل.
وسرِّبت هذه الفيديوهات بواسطة النشطاء لكشف القمع الدموي للاحتجاجات خاصةً في إقليم الأهواز، حيث نفّذت الأجهزة الأمنية الإيرانية إعدامات ميدانية في مدينة الفلاحية وحي الكوره في مدينة معشور، وكذلك إقليم كردستان إيران.
*** عقوبات أميركية مقبلة على
—————————————
إيران.. وصور القمع تتزايد
——————————–
كشفت مجلة بوليتكو الأميركية أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تخطط لدعم احتجاجات الشعب الإيراني بعدة طرق أبرزها رفع الحظر عن الإنترنت وتصعيد الحملة الإعلامية المساندة للشعب الإيراني، بحسب ما أوضح مسؤولون في الإدارة الأميركية.
وفي التفاصيل، أوضحت المجلة في تقريرها أن مساعدين لترمب يبحثون فرض عقوبات جديدة على المسؤولين الإيرانيين المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان، ويعتمدون جزئيًا على المعلومات الاستخبارية التي تم الحصول عليها من حوالي 36000 ألف صورة ومقطع فيديو ونصائح أخرى أرسلها الإيرانيون المحاصرون من داخل إيران في حملة القمع الأخيرة التي قام بها النظام ضد الاحتجاجات الجماعية.
تجنب قطع الإنترنت
————————-
إلى ذلك، كشف مسؤولون مطلعون على الخطة أن إدارة ترمب تستكشف أيضًا طرقًا جديدة لمساعدة الإيرانيين على تجنب قطع ومراقبة الإنترنت من قبل النظام في طهران.
كما رجحوا أن تقوم الإدارة في الأيام المقبلة بتصعيد حملتها الإعلامية ضد إيران، بما في ذلك خطاب محتمل حول إيران سوف يلقيه وزير الخارجية مايك بومبيو.
ورأى التقرير أن فريق ترمب يؤمن بأن الاحتجاجات الإيرانية علامة على أن حملة “الضغط القصوى” المشددة ضد إيران نجحت – مما أدى إلى تأجيج المعارضة بين الإيرانيين العاديين الذين سيضغطون بعد ذلك على قادتهم للإنفاق داخل بلادهم بدلاً من تبذير أموالهم على برنامجهم النووي أو أعمالهم العسكرية خارج حدود إيران.
مزيد من الضغط
——————–
ويبدو أن النقاش يتركز حالياً، بحسب المجلة، بين المسؤولين الأميركيين على كيفية الاستفادة من هذه اللحظة بالضبط، مع الأخذ بعين الاعتبار مدى وسرعة زيادة حملة الضغط هذه، ورد الفعل الذي قد تؤديه في منطقة غارقة في الأزمات.
وفي هذا السياق، اعتبر التقرير أن
——————————————
السؤال الأهم هو إذا تضاعف الضغط
———————————————-
الاقتصادي، كيف سيستجيب النظام
———————————————
الإيراني؟
———-
وللرد على هذا التساؤل، قال مارك دوبويتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مؤسسة بحثية قريبة من الإدارة الأميركية: “يجب أن تكون مستعدًا للتصعيد الكبير”، مشدداً في الوقت عينه على أنه يفضل أن تمارس الإدارة مزيدا من الضغوط
إلى ذلك، أضاف مسؤول بإدارة ترمب طلب عدم الكشف عن هويته: “هناك اعتقاد ناشئ بأن هذه الاحتجاجات لا تشبه الاحتجاجات الأخرى، فالمزيد من الاحتجاجات قادمة. ”
ويبدو أن الإدارة الأميركية تعكف على دراسة المزيد من الفيديوهات، فبعد أن طلب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في 21 نوفمبر طلباً غير معتاد، داعياً في تغريدة باللغة الفارسية، الإيرانيين إلى إرسال صور ومقاطع فيديو وغيرها من البيانات التي من شأنها مساعدة الولايات المتحدة على فضح ومعاقبة الأشخاص الضالعين في الانتهاكات، أكد قبل أسبوع أن الولايات المتحدة، تلقت “20 ألف رسالة ومقاطع فيديو وصور وملاحظات عن انتهاكات النظام من خلال خدمات مراسلة Telegram”.
وفي هذا السياق، قال مسؤول أميركي لبوليتيكو إن العدد ارتفع منذ ذلك الحين إلى 36000 صورة وفيديو، مرجحا أن يستمر العدد في الارتفاع.
كما كشف أن وزارة الخارجية كلفت الموظفين بتحليل البيانات التي وصفها بأنها نصائح حول “الأشخاص والأماكن ، والضحايا أو الجناة”. ورفض الكشف عن مزيد من التفاصيل.
إلى ذلك، قال محللون إن مسؤولين أميركيين من أجهزة المخابرات ووزارة الخزانة والوكالات الأخرى قد يساهمون في فحص المعلومات والتحقق منها أثناء جمعهم ملفات لمسؤولين إيرانيين قد يكونون متورطين في انتهاكات بحق المحتجين في إيران.
إلا أن المسؤولين الأميركيين رفضوا تحديد الأشخاص الذين قد يتعرضون لعقوبات. كما لم يفصحوا عما يعتزمون القيام به بالضبط لمنع قطع الإنترنت في إيران مستقبلاً، على الرغم من الجهود التي بذلت في الماضي لمساعدة الإيرانيين على تجنب الرقابة.
يذكر أن إدارة ترمب كانت فرضت بالفعل الأسبوع الماضي، عقوبات على وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد، بسبب قطع الإنترنت.
ويعتقد الكثيرون في الإدارة أن سلف ترمب باراك أوباما فشل في الاستفادة من الوضع عام 2009، عندما تظاهر الإيرانيون بشكل جماعي ضد نتائج الانتخابات الرئاسية في البلاد. وكان جزء من السبب وراء تأجيل أوباما الإدلاء بتعليقات صارمة حول تلك القضية في حينه، الاعتقاد السائد بأن دعم المحتجين الإيرانيين سيقوض قضيتهم من خلال ربطهم بالغرب.
لكن العديد من مسؤولي إدارة ترمب يعتقدون أن تلك “الحكمة التقليدية لم تعد حكيمة”، وأن الشعب الإيراني، والكثير منهم من فئة الشباب سيرحبون بالمساعدة الخارجية من أي نوع كانت.
*** مسؤول في البنتاغون: إيران قد
———————————————
تنفذ عدواناً وشيكاً
————————
كشف مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الأربعاء، بحسب ما أفادت وكالة رويترز، أن هناك مؤشرات على احتمال وقوع عدوان إيراني قريباً.
وأضاف جون رود، ثالث أكبر مسؤول في البنتاغون، للصحفيين إن لدى الولايات المتحدة مخاوف من سلوك إيراني محتمل لكنه لم يوفر تفاصيل عن المعلومات التي استندت إليها تلك المخاوف أو عن أي مدى جدول زمني.
وجاءت تصريحات المسؤول الأميركي، بعد أن نقلت شبكة “سي إن إن” الأميركية، عن مسؤولين في البنتاغون والإدارة الأميركية، قولهم إن هناك العديد من المعلومات الاستخباراتية حول تهديدات إيرانية محتملة ضد القوات الأميركية ومصالحها في الشرق الأوسط.
وقال مسؤول في الإدارة لشبكة CNN: “كانت هناك معلومات ثابتة في الأسابيع القليلة الماضية، حول احتمال وقوع مثل تلك الاعتداءات”.
كما أكد مسؤول آخر أن معلومات استخباراتية تم جمعها من قبل الأجهزة العسكرية والاستخبارية خلال شهر نوفمبر، تشير مثل هذا الاحتمال.
وبحسب المصادر، لوحظ، في الأسابيع القليلة الماضية، وجود تحركات للقوات الإيرانية يمكن أن تضع مخاوف الولايات المتحدة في مكانها فيما يتعلق بهجوم محتمل.
في المقابل، لم توضح المصادر المذكورة ما إذا كان التهديد المحتمل سيأتي من النظام الإيراني أو الحرس الثوري الإيراني.
يذكر أن رئيس العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، كان أشار مؤخرا إلى أن الولايات المتحدة تتوقع نوعا من العمل الإيراني ردًا على العقوبات والضغوط الأميركية التي تحاول حمل النظام على التخلي عن برنامجه النووي.
“تصرف غير مسؤول”
————————–
وقال الجنرال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأميركية، خلال مؤتمر في البحرين: “أتوقع أنه إذا نظرنا إلى الأشهر الثلاثة أو الأربعة الماضية، من المحتمل أن يفعلوا شيئًا غير مسؤول”. وأضاف “لن يكون من المفيد لهم على المدى الطويل أن يختاروا العمل العسكري. هذه هي الرسالة التي نحاول توصيلها”.
وسمح البنتاغون لحاملة الطائرات “يو إس إس أبراهام لنكولن” بدخول الخليج والقيام بزيارة لميناء في البحرين في 28 نوفمبر الماضي، لكن المسؤولين قالوا إن الاحتياطات المحددة قد اتخذت، بالنظر إلى التهديد، رغم أنهم لم يذكروا ماهية تلك الاحتياطات.
يشار إلى أن الولايات المتحدة كانت اتهمت إيران مراراً بقيامها بالعديد من الاستفزازات ضد ناقلات تجارية في الخليج في وقت سابق من هذا العام، كما حملتها المسؤولية عن هجوم بطائرات بدون طيار على منشآت النفط في السعودية. وقالت ريبيكا ريبريتش، المتحدثة باسم البنتاغون، لشبكة “سي إن إن”: “نواصل مراقبة أنشطة النظام الإيراني العسكرية ووكلائها عن كثب، ونحن في وضع جيد للدفاع عن القوات والمصالح الأميركية حسب الحاجة”.
ومنذ عدة أسابيع، أكد وزير الدفاع مارك إسبير للصحافيين بأن الإدارة الأميركية مسرورة لرؤية “تراجع” في الأعمال الإيرانية العلنية العدائية في المنطقة، معتبراً أن طريق الدبلوماسية مفتوح، لكن القوات الأميركية مستعدة في الوقت عينه “للرد حسب الحاجة”.



