النادي المصري في إيطاليا.. بيت العائلة وحارس الهوية

كتبت: شيماء إبراهيم
في زمن تتزايد فيه تحديات الغربة وتشتت الجاليات، تبرز فكرة إنشاء “النادي المصري في إيطاليا” كخطوة نوعية تستحق الدعم والتبني. ليست مجرد فكرة لإنشاء مكان يجتمع فيه المصريون، وإنما مشروع لبناء “بيت عائلة” يعزز الروابط، ويحافظ على الهوية، ويفتح المجال للتنمية المجتمعية الحقيقية بين أبناء الجالية.
النادي يمكن أن يكون أكثر من مجرد مساحة اجتماعية؛ هو منصة متكاملة لدعم المصريين في جميع المجالات، من التعليم إلى الصحة، ومن العمل إلى المشكلات القانونية. وجود لجنة منظمة وشفافة تشرف على الأنشطة يضمن أن يظل الكيان ملكًا للجميع، بعيدًا عن الشخصنة أو الانغلاق، وأن يعكس روح التضامن المصري التي نعرفها جميعًا.
الأبعاد الوطنية للمشروع لا تقل أهمية؛ ففي الوقت الذي تسعى فيه الدول إلى تعزيز قوتها الناعمة عبر جالياتها بالخارج، يبرز النادي المصري كأداة عملية للحفاظ على الهوية الوطنية ونقلها للأجيال الجديدة. فهنا يمكن للشباب أن يتعلموا عن تاريخ مصر وثقافتها، ويحتفلوا بأعيادها ومناسباتها، فيجدون أنفسهم جزءًا من نسيج وطني حي، لا يذوب في صخب الغربة.
كما أن النادي يمكن أن يلعب دورًا تنمويًا من خلال تنظيم لقاءات لتبادل الخبرات بين المصريين في مختلف المجالات، وإطلاق مبادرات لمساعدة المحتاجين، أو حتى المساهمة في مشروعات استثمارية تعود بالنفع على الجالية ومصر معًا. وجود هذا الكيان يعطي انطباعًا جادًا بأن المصري بالخارج ليس فردًا معزولًا، بل عضو في شبكة قوية قادرة على إحداث أثر إيجابي.
ولا يمكن إغفال البُعد الدبلوماسي للمشروع. النادي سيكون داعمًا طبيعيًا لعمل السفارة والقنصلية، وشريكًا في رعاية شؤون المصريين. بل إنه قد يعزز صورة مصر لدى المجتمع الإيطالي، حين يكون نموذجًا للتنظيم، والانفتاح، والعمل الأهلي المسؤول.
إن تأسيس النادي المصري في إيطاليا ليس مجرد أمنية، بل ضرورة تفرضها التحديات، وتؤكدها الحاجة المتزايدة لبناء كيان جامع يحمي أبناء الجالية ويدعمهم. هو مشروع يرسخ قاعدة أساسية: المصريون بالخارج ليسوا مجرد طيور مهاجرة، بل قوة ناعمة يمكن أن تُسهم في خدمة الوطن وهم في قلب ديار الغربة.
فلنمنح هذه الفكرة الدعم الذي تستحقه، فهي ليست بيتًا من حجر، بل بيتًا من انتماء ووحدة وهوية، يظل قائمًا ما دام المصريون متمسكين بجذورهم ومستعدين لصناعة المستقبل معًا.



