تغييرات الخلايا الجذعية وتجديد نظام المناعة لدى الفئران المسنة
تغييرات الخلايا الجذعية وتجديد نظام المناعة لدى الفئران المسنة
مصر:إيهاب محمد زايد
وترتبط الشيخوخة بانخفاض القدرة على توليد استجابات مناعية ضد الالتهابات الجديدة، كما اتضح مؤخرًا من ارتفاع معدل الوفيات بين كبار السن خلال جائحة كوفيد-19. باستخدام نموذج فأر لشيخوخة الإنسان والمرض،
أظهر علماء المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية (NIAID) وزملاؤه في جامعة ستانفورد أن الأجهزة المناعية لفئران المختبر المسنة يمكن جعلها أكثر شبابًا وفعالية في مكافحة الأمراض عن طريق استنفاد مجموعة فرعية من الخلايا الجذعية المكونة للدم (HSCs). ويعتقد الباحثون أن الطريقة التي طوروها قد يكون لها القدرة على تجديد المناعة لدى كبار السن ويتابعون المزيد من الدراسة. يتم نشر النتائج التي توصلوا إليها في الطبيعة.
عندما يكون الجهاز المناعي شابًا، تهيمن الخلايا الجذعية السرطانية المتوازنة (bal-HSCs)، مما ينتج مزيجًا صحيًا من الخلايا اللمفاوية والخلايا النقوية. تتطور الخلايا اللمفاوية إلى خلايا B وT التي يمكنها التكيف مع حالات العدوى الجديدة. تتطور الخلايا النقوية إلى خلايا غير تكيفية والتهابية تدفع الاستجابة الفورية لجهاز المناعة الفطري.
مع تقدم عمر الجهاز المناعي، تبدأ الخلايا الجذعية السرطانية المنحازة للنخاع الشوكي (my-HSCs) في السيطرة، مما يزيد من الاستجابات الالتهابية ويقلل عدد الخلايا اللمفاوية التي يمكنها التكيف مع حالات العدوى الجديدة.
افترض العلماء أنهم إذا تمكنوا من زيادة نسبة الخلايا الجذعية السرطانية في الجهاز المناعي المتقدم في السن عن طريق تقليل عدد الخلايا الجذعية السرطانية، فيمكن إرجاع الاستجابة المناعية التكيفية إلى حالة أكثر شبابًا.
ولاختبار فرضيتهم، حددوا الجينات الخاصة بـmy-HSC في فئران المختبر ثم طوروا ثلاث طرق باستخدام الأجسام المضادة لاستنفاد منتجات جينات my-HSC المستهدفة. وفي غضون أسبوع،
بدأ الفريق في ملاحظة “إعادة التوازن” في الجهاز المناعي، مع زيادة في الخلايا اللمفاوية وانخفاض في الخلايا النقوية. كما انخفضت علامات الالتهاب و”الإرهاق المناعي” المرتبطة بالعمر. وحتى بعد مرور 16 أسبوعًا، ظل علاج واحد فعالًا في الفئران المسنة.
ولاختبار وظيفة الاستجابة المناعية، قاموا بتحدي الحيوانات المسنة بالفيروسات القهقرية التي تصيب الفئران. ولاحظوا زيادة في نمو الخلايا التائية الخاصة بالفيروسات في الفئران المعالجة مقارنة بالضوابط المسنة غير المعالجة، وانخفاض الأمراض، وزيادة كبيرة في السيطرة على الفيروسات، حيث تمكنت أربعة من تسعة فئران عولجت من القضاء على العدوى تمامًا.
وكتب الباحثون: “أظهرت هذه النتائج مجتمعة أن استنفاد بروتين my-HSC في الفئران المسنة أدى إلى تحسن كبير في الاستجابات المناعية للعدوى الفيروسية الحية”.
وجد العلماء أن المستضدات الخاصة بـ my-HSC والمستهدفة للنضوب في الفئران موجودة أيضًا في my-HSC البشري، مما يشير إلى أنه يمكن استخدام بروتوكولات مماثلة في البشر.
يقول الباحثون: “تمثل هذه التجارب الخطوات الأولى نحو تحديد الأهداف العلاجية لاستنزاف الخلايا الجذعية البشرية وتجديد شباب الجهاز المناعي المسن باستخدام هذه الاستراتيجية”.