موقف تـركيا عام 2023.. و إنتهاء “معاهدة لوزان الثانية”.
قبل “لوزان” كانت معاهدة “سيفر Treaty of Sèvres”.. كانت مأساة حقيقية وبسببها دخلت كل الدولة العربية في مشاكل وخراب و إحتلال جديد ..!!
10 أغسطس 1920.. خرجت “معاهدة سيفر”من رحم الحرب العالمية الأولى لتوقعها الدولة العثـمانية المستسلمة المهزومة مع دول الحلفاء المنتصر ..
وبموجبها الحكومة العـثمانية بتلغي سيادتها على فلسـطين وتسلمها للإنـجليز .. و تعترف بالإنتداب البريطاني عليها.. وبيبقى الطريق مفتوح لتنفيذ “وعد بلفور”، وإنشاء وطن قومي لليـهود فيها.
في نفس المعاهدة الدولة العثـمانية تلغي سيادتها على الشام و تسلم العراق وسوريا ولبنان للإنتداب الفرنسي.. مصــــــــــر والســودان ومملكة الحجاز تحت النفوذ البريطاني.. و تبقى ليبيا في قبضة إيطاليا.. لأن الدولة العثـمانية كانت سلمت ليبيا لإيطاليا هدية على طبق من ذهب .. بموجب معاهدة لوزان الأولى، 1912.
وفي معاهدة سيفر .. الدولة العثـمانية تتخلى عن كل الأراضي التي أحتلتها و شعوبها ناطقة بغير اللغة التركية..
حددت “سيفر” قوة الجيش العثـماني بما لا يزيد عن 50 ألف جندي، والبحرية لا تزيد عن سبع سفن لحراسة السلطان.. تحميها ستة زوارق طوربيد.. مع حظر تام لإمتلاك سلاح الطيران..
عندمـا حكم “أتاتورك” و أعلن إسقاط الخلافة العثـمانية للأبد.. نجح في الضغط على أوروبا.. فقامو بإلغاء معاهدة سيفر… و قاموا بعمل “معاهدة لوزان الثانية Treaty of Lausanne”.
كانت هي نفسها معاهدة سيفر تقريبًا.. لم يتنازلوا عن أي مكتسبات أخذوها من المهزومة تركيا .. فأقرت تركيا في المعاهدة لإنجلترا على فلسـطين ومصر والسـودان.. وايطاليا على ليبيا.
و طلبت تركيـا إعادة ترسيم حدودها.. فقامت بضم مرسين وطرسوس وقيليقية وأضنة وعنتاب وكلس ومرعش وأورفة وحران وديار بكر وماردين ونصيبين وجزيرة بن عمر من سوريا ..
أتاتـورك قـام بزيـادة رقعة الأراضي التـركية لا أكثر .. بعدما فقد آل عـثمان معظمها.
بعد هذه المعاهدة تـم فرض بنود على تـركيا لم تكن في المعاهدة .. فكانت لندن تبلـطج وتعدي من المضائق التـركية من غير ما تدفع رسم.. وكانت بتتحرش بتـركيا في التنقيب عن البترول ومنع تصدير المعدات اللازمة من كل أوروبا.. لكن كل هذه المضايقات تلاشت مع الوقت في بضع سنين.. عندما أدركوا أن تـركيا عــادت خاضعة منكسرة مثل الأول.. وصارت تـركيا بتنقب عن البترول… بحرية وبتحصل رسوم عبور المضايق من السفن الأجنبية.
المعاهدة كانت البداية الفعلية لتأسيس البكـابورت المعروف حاليًا باسم “جمهـورية تـركيا”.. والذي لا يفرق كثيراً عن البـكابورت السابق المسمى “الخلافة العثـمانية”.. السفـاح.. قـام بخلع العباية و الطربوش و ارتدى بدلة وقبعة أوروبية لا أكثر..!!
الشائعة اللي يطلقها الآن.. أن عام 2023 بعد مائة عام من توقيعها.. تنتهي “معاهدة لوزان الثانية”.. ويحق لتـركيا إسترداد كل الأراضي اللي كانت تحت إحتلال الدولة العثمانية آن ذاك..
-طبعا هذا غير صحيح وبلا أي سند .. “لوزان الثانية” ليست مؤقتة.. إنها معاهدة دائمة..
لو تخيلنا كفرضية طريفة أن هذا صحيح .. “ماذا لو؟”…
ما هي الإمتيازات اللي كانت في يد الدولة العثـمانية قبل لوزان الثانية؟
الحقيقة الأكيد لا يوجد .. إذا سقطت لوزان.. سنعــود لسيفر…!!!
بالعكس.. إذا حدث هذا فعلاً .. تـركيا ستفقد جيشها وقواتها البحرية والجوية.. والكثير من أراضيها الحالية.. مساحات شاسعة ستعود لصالح سوريا والعراق وأرمينيا. تقريباً ثلث الأراضي في الشرق ستعود لأرمينيا فقط .. لأن ثلث الأراضي في شرق تركيا كانت في الأصل أراضي أرمينية.. وانتزعتها الدولة العثـمانية قسرًا وضمتها لحدودها.. بخلاف الأراضي السـورية وإلخ…
فمعاهدة “لوزان” مش حتنتهي ولا حاجة.. هذا جزء من البروباجاندا اللي بيستخدمها نظام خليفة العرر “أردوغان” لتجنيد المغيـبين في الدول التي يغزوها.. “أنا خليفة.. أنا حامي حمى الإسلام.. أوروبا .. لا تريد بقائي في الحكم قبل 2023.. حتى لا تعــود الخلافة مرة آخرى .. أنا جاي أحتلكم تاني 2023 بدعم دولي”.. وهكذا..
إردوغــان فقد عقله ولابــد من إيداعــه مستشفى الأمراض العقلية ..
أعــوانك باعــوك و الموت في إنتظارك على أرض عمر المختار.. حيث الفخ الذي نصبناه