احلام الدمى بقلم السفير الدكتور المستشار احمد ابوعليو

احلام الدمي
وسائل الإعلام لا تعمل لخدمة الحقيقة أو تثقيف الناس، إنها تعمل فقط لمصلحة من تمثل ،
ولذا تم استخدامها بتقنيات عالية في تغييب وعى الشعوب وبدأت نخبة شيطانية لديها المال والنفوذ والمعرفة تتلاعب بعقول الشعوب واخذت في صناعة نسق عام مضلل بطريقة مثيرة وجذابة.
واصبح هؤلاء يقومون بعمل أكبر عملية غسيل مخ فى تاريخ البشرية عن طريق تخديرهم
بأعمال وهمية تشبه تماما عملية تخدير القطيع قبل ذبحها بل ويجعلها تستمتع وهى تشاهد برامج أجهزة التلفاز التافهة وتستمع إلى البرامج ( الخداعية ) وتقرأ عناوين الصحف الكاذبة وتلهث وراء أرقام استطلاعات الرأي المفبركة .
كل ذلك يتم بحرفية وإتقان لا مثيل له،
لأن عملية تضليل المجتمعات وتغييب الشعوب يجب أن تكون ناعمة وخفية، فحدود الإنفاق على هذه الآلة الجهنمية غامض ومريب. لا يوجد أدنى شفافية فى معرفة الملاك الحقيقيين لهذه الآلة أو أهدافهم .
وثمة سؤال يبدو لكل من يفكر وهو لماذا يتم رصد كل هذه الميزانيات الهائلة التى تصب فى شرايين وسائل اتصال لها صبغة عالمية تؤثر بشكل مباشر على طريقة تفكير الناس؟.
الاجابة ببساطة
هي ان الذي يملك الهيمنة الإعلامية يري انه يملك السلاح الفتاك فى أحكام السيطرة على العقول ومن ثم السيطرة على العالم، خاصة المجتمعات الهشة والفقيرة معرفيًا التى لا حول لها ولا قوة.
والدليل علي هذه الهيمنة وسائل التواصل الاجتماعي والتي تحرك مستخدميها كالدمى.
بل انها تؤثر علي كل الامور الحياتية والتي استسلم لها مستخدميها واصبحوا يقلدونها او قل ينفذونها دون وعي او تفكير بالفعل اصبحوا كدمية تحركها من مكان لآخر دون اعتراض منها او حتي امتعاض .
دعونا ننظر إلى أنفسنا بتجرد فخلال العقد الحالي حدثت سيولة إعلامية جرفت سيولًا من القنوات الموجهة من كل حدب وصوب استثمر فيها المخرجين الذين يحركون الدمي مليارات الدولارات وتم فيها صناعة حفنة من نجوم من كل نوع: الكوميدي والمتمرد والمتدين الجميع عمل بحرفية متقنة على التلاعب بعقول شرائح اجتماعية وعمرية مختلفة أغرقوهم بطوفان من الشائعات المختلطة بمعلومات تبدو للوهلة الأولى أنها حقيقية مؤكدة .وفي الحقيقة هي برامج وهمية الغرض منها هدم هذه الدمي لكنها دمي لا تعقل بل تتحرك بالريموت .
ولذا اقول واشدد القول بأن اللعب فى الوعى كفيل بإرباك المشهد ونشر الفوضى وإشاعة البلبلة
ولازال الهدف الأول من هذه الخطة الدولية هي أنت وأنا.
ألا تذكر كم مرة انسقنا وراء حملات إعلامية مضللة دون تروي، كم مرة كنا عناصر فعالة لتأليب الناس وحشدهم بدون أن ندرى؟
كم من مرة وجدنا أنفسنا مندفعين على مواقع التواصل الاجتماعي لحدث ما اكتشفنا أنه بعد فوات الأوان أنه كذب مبين؟
فمما لا شك فيه أن الحدث المزيف ينتشر أسرع من الحقيقي.
يا سادة
اللعبة كبيرة واكبر من عقول الدمي التي تستقبل وتنجرف وراء هذه البرامج الوهمية بدعوي التكنولوجيا دون وعي او تفكير .هذه البرامج التي ومن المفروض ان تدار اقتصاديًا تدار سياسيًا، واللعبة السياسية تدار إعلاميًا. والاعلام لا يعمل الا لمصلحة من يدفع .
يا سادة
الإعلام المضلل هو من يتحكم فى عقولنا ووعينا. فهو الذى يسمح لنا أن نرى ونسمع ما يريده ويحجب عنا ما لا يريده.
بالفعل اصبحنا كالدمي يحركها المخرج في مسرحية محترفة ونحن نستمتع بفصولها دون التفكير في كلمات الممثلين او حتي ادوارهم لأننا لا نفكر لا نعي لا ندرس لا نستوعب الدروس التي تمر بنا.
ايتها الدمي استفيقي فمصرنا تحتاج الي ان نكون اكثر حذرا مما يحاك لنا من دسائس ومكائد هدفها هدم احلامنا بالاستقرار والرقي والتقدم .حتي لا تصبح هذه الاحلام بالفعل احلام الدمي
فبقليل من التفكير الصحيح وتحليل ما يجب ان نشاهده وما لا تجب رؤيته وتوعية الاسرة توعية سليمة جيدة لن يصل هؤلاء الي مبتغاهم…
والله الموفق والمستعان
حفظ الله مصر وبارك شعبها ….



